إتقان تلاوة القرآن الكريم يبدأ من تعليم أحكام التجويد: دليلك لإتقان قواعد التلاوة ذلك العلم الشرعي الرفيع الذي يُعنى بإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وضبط صفاتها، لتُتلى آيات الله كما أُنزلت على النبي ﷺ، دون تحريف أو لحن. فبفضل التجويد، يسمو الأداء القرآني، ويشعر القارئ بحلاوة النطق، وخشوع القلب، وطمأنينة النفس
وفي هذا السياق، جاءت أكاديمية أفنان لتضع بين يديك منهجًا متكاملًا في تعلم التجويد، بأسلوب يجمع بين التبسيط والدقة، ويخاطب مختلف المستويات التعليمية، ليكون سبيلك لفهم هذا العلم الجليل وتطبيقه بدقة.
هذه المقدمة تفتح لك باب التعرّف المنهجي على قواعد النون الساكنة، والمدود، والمخارج، والصفات، لتقرأ كتاب الله على الوجه الذي يرضيه، ويسمو بك في مدارج الإتقان والخشوع.
جدول المحتويات
Toggleعلم التجويد: طريق الإتقان في تلاوة القرآن الكريم

التجويد في اللغة يعني التحسين، أما في الاصطلاح الشرعي، فهو: إعطاء كل حرفٍ حقه ومستحقه، من حيث الصفات والمخارج، مع مراعاة الغنة، والمد، والتفخيم، والترقيق، وغير ذلك من أحكام التلاوة.
ولا يقتصر علم التجويد على الجانب الفني فقط، بل يشمل عناصر أساسية كـ الترتيل والتوزيع الإيقاعي، مما يُضفي على التلاوة جمالًا وهيبةً، ويُقرّب القارئ من روح القرآن.
كما يُوفّر هذا العلم فهمًا عميقًا لقواعد التلاوة الصحيحة، ويُيسّر تطبيقها عمليًا من خلال دليل شامل لتعلّمه، يساعد المتعلم على تطوير مهاراته في التلاوة، حتى يُتقنها إتقانًا تامًا، بفضل الممارسة المستمرة والتطبيق العملي.
وقد حثّ النبي ﷺ على تعلم القرآن وإتقانه، فقال:
“الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البررة”
— أي أن من يُتقن تلاوة القرآن ويحسن قراءته، يُكتب في عداد الملائكة الكرام السفرة.
ولهذا، وجب علينا أن نتعلم التجويد ونتقنه، لنبلغ هذه المنزلة العظيمة، ونرتقي بتلاوتنا إلى مراتب القبول والرضا.
تعليم أحكام التجويد: دليلك لإتقان قواعد التلاوةخطوة بخطوة مع الأمثلة
دعونا نغوص معًا في علم التجويد، فنتعرّف على أهم أحكامه من خلال شرح مبسط ومزود بأمثلة قرآنية تطبيقية:
1. الاستعاذة والبسملة
الاستعاذة: هي قول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” قبل الشروع في التلاوة، طلبًا للعون من الله وحماية من وساوس الشيطان.
البسملة: قول “بسم الله الرحمن الرحيم”، وتُقرأ في بداية معظم سور القرآن، عدا سورة التوبة.
أحكام الاستعاذة والبسملة:
يكفي قراءة الاستعاذة مرة واحدة عند بدء التلاوة، ويُستحب تكرارها مع كل سورة.
تبدأ كل سورة بالبسملة، باستثناء سورة التوبة.
قراءة البسملة بين السور اختيارية، لكن الأفضل قراءتها.
عند بدء السورة، يمكن الجمع بين الاستعاذة والبسملة.
لا يجوز وصل البسملة بين سورتين معًا.
سورة التوبة تُفتتح بالاستعاذة فقط دون البسملة.
2. النون الساكنة والتنوين
النون الساكنة: نون خالية من الحركة، تأتي في وسط الكلمة أو آخرها.
التنوين: نون ساكنة زائدة تُنطق ولا تُكتب، تلحق آخر الأسماء.
الأحكام الأربعة:
الإظهار: النطق الواضح للنون أو التنوين دون غنة، عند لقاء أحد حروف الإظهار.
الإدغام: دمج النون أو التنوين بالحرف التالي، مع أو بدون غنة.
الإقلاب: تحويل النون أو التنوين إلى ميم، إذا أتى بعدها حرف الباء.
الإخفاء: النطق بغنة بين الإظهار والإدغام إذا تلا النون أو التنوين أحد حروف الإخفاء.
مثال قرآني:
“وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ” – تحتوي على نون ساكنة تليها حرف، تُطبق عليه قاعدة الإخفاء.
3. الميم الساكنة
الميم الساكنة هي الميم الخالية من الحركة، وتأتي في وسط الكلمة أو آخرها.
أحكامها ثلاثة:
الإظهار الشفوي: نطق الميم بوضوح إذا جاء بعدها أي حرف ما عدا الميم والباء.
الإدغام الشفوي: دمج الميم الساكنة بميم أخرى، مع غنة مشددة.
الإقلاب الشفوي: قلب الميم الساكنة إلى ميم مخفاة إذا تلاها باء.
مثال قرآني:
“إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ” – عند اجتماع الميم الساكنة مع القاف.
4. المد
المد هو إطالة الصوت بحروف المد (الألف، الواو، الياء) عند تلاوة القرآن الكريم.
أنواع المد:
مد طبيعي: لا يتوقف على سبب، ويُمد بمقدار حركتين.
مد فرعي: يتوقف على سبب، مثل السكون أو الهمز.
مثال قرآني:
“وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا” – مد في “ترتيلًا” بسبب الألف الممدودة.
5. القلقلة
القلقلة هي ارتداد الصوت عند النطق بالحروف المقلقلة إذا كانت ساكنة.
حروف القلقلة:
ق، ط، ب، ج، د
مراتبها:
صغرى: إذا وقعت الحروف في وسط الكلمة.
كبرى: إذا وقعت في نهاية الكلمة ووقف القارئ عليها.
مثال:
“وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ” – نلاحظ القلقلة في حرف “ط”.
6. التفخيم والترقيق
التفخيم: تغليظ الصوت عند نطق بعض الحروف الثقيلة.
الترقيق: ترقيق الصوت عند نطق الحروف الخفيفة.
حروف التفخيم:
خ، ص، ض، غ، ط، ق، ظ
حروف الترقيق:
جميع الحروف الأخرى ما عدا حروف التفخيم.
حروف تتغير صفاتها بحسب السياق:
الألف: تتبع ما قبلها.
اللام: في لفظ الجلالة تُفخم إذا سُبقت بفتح أو ضم، وتُرقق إذا سُبقت بكسر.
الراء: تفخيم أو ترقيق بحسب الحركات والسياق.
مثال:
“قَوْمٌ” – القاف مفخمة، “سُرُورًا” – السين مرققة.
7. النون والميم المشددتان
عند تشديد النون أو الميم، يُنطق الحرف بغنة واضحة وطويلة، مقدارها حركتان.
مثال على النون المشددة:
“مُنَّافِقُونَ” – غنة مشددة في النون.
مثال على الميم المشددة:
“سَمَّاءٌ” – غنة مشددة في الميم.
8. المدود (المدود الطويلة)
يشير إلى الإطالة الزائدة لحروف المد بسبب وجود همز أو سكون.
أمثلة:
المد المتصل: إذا اجتمع حرف مد وهمز في نفس الكلمة.
المد المنفصل: إذا فصل بين المد والهمز بكلمة.
المد العارض للسكون: في حالة الوقف على حرف ما قبله حرف مد.
مثال قرآني:
“الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا” – مد متصل.
9. الوقف والابتداء
الوقف: التوقف عند نهاية الآية أو عند مواضع معينة.
الابتداء: استئناف التلاوة من موضع صحيح دون الإخلال بالمعنى.
أنواع الوقف:
تام، كافٍ، حسن، قبيح.
مثال قرآني:
“بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” – وقف على البسملة، وابتداء بالحمد.
10. الغنة
الغنة هي صوت أنفي يُرافق نطق النون والميم عند التشديد أو في بعض الأحكام.
مواضعها:
في الإدغام بغنة
في الإخفاء
في النون والميم المشددتين
مثال قرآني:
“فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ” – غنة ناتجة عن إدغام شفوي في “مَأْكُولٍ”.
11. صفات الحروف
لكل حرف صفات صوتية تُميزه عن غيره، مثل: الجهر، الهمس، الشدة، الرخاوة، الاستعلاء، الاستفال.
تنقسم إلى:
صفات لها ضد: الجهر × الهمس، الشدة × الرخاوة.
صفات لا ضد لها: التفشي، الاستطالة، التكرير.
مثال قرآني:
“بِالْحَجِّ” – حرف “ج” فيه شدة وصفة الجهر.
12. مخارج الحروف
هي المواضع التي يُنطق منها كل حرف في الفم أو الحلق أو الأنف.
أنواع المخارج (5 رئيسية):
الجوف: الألف، الواو، الياء المدية.
الحلق: الهمزة، الهاء، العين، الغين.
اللسان: القاف، الكاف، الجيم، الضاد، النون، إلخ.
الشفتان: الباء، الميم، الواو.
الخيشوم: مخرج الغنة للنون والميم المشددتين.
مثال قرآني:
“قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ” – القاف تخرج من أقصى اللسان، والباء من الشفتين.
لماذا يعد تعليم أحكام التجويد: دليلك لإتقان قواعد التلاوة؟
تمثل قواعد التجويد ركيزة جوهرية في قراءة القرآن الكريم، إذ إن الغاية منها ليست فقط تحسين الأداء الصوتي، بل صون كلام الله تعالى من التحريف اللفظي أو المعنوي. ومن هنا تبرز أهميتها على عدة مستويات:
- ضمان سلامة النطق والمعنىيُسهم التجويد في تمكين القارئ من النطق السليم لكل حرف ومخرج، مع إعطائه حقه ومستحقه من الصفات، مما يحول دون الوقوع في الأخطاء التي قد تغيّر المعنى المقصود من الآيات. فحركة واحدة أو حرف غير مضبوط قد يقلب المعنى رأسًا على عقب، والتجويد هو الحصن المنيع ضد هذا الانزلاق.
- الارتقاء بروح التلاوةإن تلاوة القرآن بتجويد وإتقان تفتح للقلب أبواب التدبر والخشوع، فتتحول القراءة إلى عبادة قلبية وروحية، لا مجرد ترديد ألفاظ. فالتجويد يعمّق التواصل مع كلام الله، ويجعل القارئ يعيش مع كل آية لحظةً من السكينة والطمأنينة.
- وسيلة لنيل الأجر والثوابورد في الحديث الشريف أن: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها…”. والتجويد يعين المسلم على قراءة الحروف كما أنزلت، فينال الأجر كاملاً غير منقوص، بل يُرجى له المزيد لما في التلاوة المتقنة من تعظيم لكلام الله.
- اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلمكان رسول الله ﷺ يقرأ القرآن بتجويد، وعلّمه أصحابه كذلك، فإتقان التلاوة اتباعٌ لسنّته، واقتداءٌ بأفضل من نطق بالقرآن، وهو شكل من أشكال التأدب مع كلام الله تعالى.
- حفظ للقرآن عبر الأجيالالتجويد ليس مجرد مهارة صوتية، بل علم توارثه المسلمون جيلاً بعد جيل، فكان وسيلة لحفظ الأداء القرآني كما سُمِع من فم النبي ﷺ. ولهذا، فإن التمسك به يُعدّ صيانةً لأمانة نقل القرآن كما أنزل.
إن التزام المسلم بتعلم التجويد والعمل به يُعدّ نوعًا من التوقير لكلام الله، ودليلاً على حبّه له، وحرصه على تلاوته كما أُنزِل، دون زيادة أو نقصان.
ما الفرق بين التجويد والترتيل؟
التجويد والترتيل مصطلحان قريبان من بعضهما في مجال تلاوة القرآن الكريم، ولكنهما يختلفان في المفهوم والهدف والتطبيق التفصيلي.
التجويد هو علم يُعنى بإعطاء كل حرف من حروف القرآن الكريم حقه الكامل من مخارج وصفات، مع تطبيق الأحكام الشرعية المترتبة على الحروف المجاورة. يشمل التجويد أحكامًا دقيقة مثل الإظهار، والإخفاء، والمد، والقصر، والغنة، والترقيق، والقلقلة، وغيرها. الهدف الرئيسي من التجويد هو إتقان النطق وتحسين مخارج الحروف وصحة التلاوة بما يحقق وضوحًا وجمالًا في قراءة القرآن دون الخطأ في الأحكام أو النطق.
أما الترتيل فهو تلاوة القرآن الكريم ببطء وهدوء وترتيب، مع مراعاة أحكام التجويد بشكل كامل. يعني الترتيل التركيز على تجويد الحروف مع التحكم في إيقاع الصوت، والتأنّي في التلاوة، والوقف والابتداء المناسبين، مما يتيح التدبر والتأمل في معاني الآيات. إذن، الترتيل هو طريقة في تلاوة القرآن تُعزز الفهم والتدبر من خلال إتقان التجويد وتطبيقه بروية وطمأنينة.
بالتالي:
التجويد هو العلم الذي يُعلم كيف تُلفظ الحروف وأحكامها بشكل صحيح.
الترتيل هو تطبيق هذا العلم في التلاوة مع التمهل والهدوء، بحيث تكون القراءة مرتبة، واضحة، معبرة، وبها تدبر.
ومن الوسائل المهمة لتعلم التجويد والتمكن من الترتيل الصحي: الاستماع إلى قراء متقنين، والممارسة المستمرة، ومتابعة حلقات تعليمية مختصة، مما يسهل نطق الحروف من مخارجها الصحيحة ويعزز جودة التلاوة.
هل يمكنني تعلم التجويد أونلاين؟

نعم، يمكنك تعلم التجويد عبر الإنترنت بكل سهولة وفاعلية من خلال منصات تعليمية موثوقة مثل أكاديمية أفنان، حيث توفر وسائل متقدمة لتعليم التجويد وتصحيح التلاوة لجميع الفئات: الرجال والنساء والأطفال.
أكاديمية أفنان
حيث تتميز أكاديمية أفنان بانها منصة متخصصة في تعليم القرآن الكريم والتجويد تقدم برامج تعليمية متكاملة بإشراف معلمات ومعلمين ذوي كفاءة عالية، وتوفر بيئة تعليمية احترافية أونلاين عبر الفصول الافتراضية.
مميزات أكاديمية أفنان:
دورات مخصصة لتعليم التجويد من المستوى المبتدئ حتى المتقدم
تسميع فردي وجماعي بإشراف معلمين معتمدين
شهادات معتمدة بعد إتمام المستويات
مرونة في اختيار الأوقات بما يتناسب مع جدولك
برامج خاصة للأطفال والنساء والناطقين بغير العربية
بيئة تعليمية تفاعلية ومحفزة
تقدم أكاديمية أفنان تعلم التجويد أونلاين أصبح أكثر سهولة من أي وقت مضى، وكل ما تحتاجه هو الالتزام والرغبة في تعلم كتاب الله على الوجه الصحيح.
وفي الختام، فإن تعليم أحكام التجويد: دليلك لإتقان قواعد التلاوة، هو السبيل الأمثل لفهم وتلاوة القرآن الكريم على الوجه الصحيح، بما يحقق الخشوع والتدبر. ومن خلال الالتزام بتعلم هذه القواعد، ترتقي قراءتك إلى مستوى راقٍ يعكس جمال وروحانية القرآن.وتُعد أكاديمية أفنان من أبرز المؤسسات التعليمية التي تقدم برامج متخصصة في تعليم أحكام التجويد، حيث توفر بيئة تعليمية متميزة تجمع بين الخبرة العلمية والأساليب الحديثة، لتجعل من رحلتك في إتقان التجويد تجربة ناجحة وممتعة.فلا تتردد في الانضمام إلى أكاديمية أفنان، واجعل من تعليم أحكام التجويد: دليلك لإتقان قواعد التلاوة، نقطة انطلاق نحو قراءة متقنة تُثري روحك وتقربك من كتاب الله العزيز.
